ترجعُ المزيّة في كل صورةٍ كلاميّة إلى أحدِ أمرين خارجين عن اللغة والكلام: ١- الاختيارُ العقليّ المطابقي. ٢- التصريفُ النفساني الإضافيّ. والأول اختيارُ أبي عثمان الجاحظ، والثاني اختيارُ عبدالقاهر الجرجاني. وبذلك يمكنُ تفسيرُ الآلة البلاغيّة التي كان علماء البلاغةِ يفكّرون في مزايا الكلامِ من خلالها بأنّها: ١- آلةٌ تعملُ على البلوغِ الإفهامي بالمطابقة. ٢- آلةٌ تعملُ على البلوغ الإفهامي بالتصريف النفساني. ويختلفُ الإفهام بين المطابقة والتصريف النفساني إذ الإفهام في المطابقة لا يتحقق حتى يكون اللفظ مطابقًا للمعنى مما يدلُّ على مركزيّة المعاني ووجودها السابق للغة في الأذهان، وأنّ الجهل بها سببه عدم إدراك الإنسان للألفاظ المطابقة، وهذا يشير من جهةٍ أخرى إلى أنّ ناطقيّة الإنسان ناطقيةٌ...